مؤتمر فتح انتصار وفشل د.أحمد الشقاقي


تم النشر 28 نوفمبر 2016


عدد المشاهدات: 1405

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


يترقب الشارع الفلسطيني انعقاد مؤتمر فتح السابع في مرحلة حساسة من عمر القضية وعلى أبواب استحقاقات هامة تتعلق بتجديد الشرعيات الفلسطينية، لكن ما يشحن الأجواء في هذا المؤتمر جملة الخلافات التي طفت على السطح بين التيار الواحد، بعد أن كان المؤتمر السادس ينعقد في أجواء انقسام داخلي بين فتح وحماس.

التطورات المتلاحقة المسيطرة على الساعات التي تسبق انعقاد المؤتمر تؤكد حجم الخلاف الفتحاوي الداخلي، بعد أن توسعت الهوة بين فريقين يمثلان حالة المخاض التي يشهدها أكبر التنظيمات الوطنية الفلسطينية، حضرت التفاصيل الشخصية وغاب نقاش البرنامج السياسي في سياق الخلاف، مما يجعل المشهد الفلسطيني ينزلق إلى منعطفات ودهاليز انقسام بتفاصيل جديدة.

قامت الرباعية العربية بجهدها الذي يأتي في إطار استئناف عملية التسوية لمحاولة جمع البيت الداخلي لحركة فتح، وفشلت!! غير أن هذا الفشل لن يأتي بما تشتهيه المصالح، فقد تعقدت التفاصيل لصالح تراجع الرسمية الفلسطينية التي تقف عاجزة أمام جملة الاستحقاقات التي تواجهها، وتقف حائرة أمام انعدام سبلها لتوفير مصادر تمويل لمشروعها المتغول على أركانها. لكن يبقى من المهم أن نقول أن الرئيس أبو مازن تمكن من أن يفرض معادلته وينتصر فيها أمام خصومه الداخليين، ولتترسخ قناعة لدى كافة الأطراف الفتحاوية أن العودة إلى الجسم الفتحاوي لأيٍ كان لن تأتي عبر بوابة الضغط، حتى وإن كان عنوانها عربياً.

أجواء التوتر التي تترافق مع المؤتمر السابع تغذيها مواقف الأطراف التي ترفض الترتيبات التي جرت خلالها الدعوة للحضور والمشاركة، بعد أن تم استثناء (المتجنحين) الذين ترتفع أصواتهم وتحظى بدعم شبابي، وقبولاً من قاعدة عريضة باتت تمثل حجر زاوية في أي منافسة انتخابية مع القوى والفصائل الفلسطينية.

كذلك فإن أخطر الدعوات التي تبناها بعض نواب حركة فتح، تدعو للذهاب إلى تشكيل قوائم انتخابية لحركة فتح بعيداً عن الرئيس عباس، وبالتالي فإن إرهاصات ما بعد المؤتمر السابع لا تبشر بخير على الصعيد الفتحاوي وبكل تأكيد على الصعيد الوطني.

المؤتمر الأول لفتح تبنى العمل الفدائي وتشكيل قوات العاصفة، وجاء المؤتمر الثاني ليرسى القواعد العامة لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، أما المؤتمر الثالث فقد أقر عضويات عربية في فتح لأول مرة بتاريخ الحركة، في حين أن المؤتمر الربع جاء ليؤكد أن كامب ديفيد مؤامرة، وليستمر المشهد في المؤتمر الخامس بذات النهج داعياً لمواصلة وتكثيف العمل المسلح.

ولأول مرة تتمكن حركة فتح من عقد مؤتمرها السادس على الأرض الفلسطينية في ظل انقسام داخلي على الساحة الوطنية، خرجت بعده حركة فتح بمجلس ثوري ولجنة مركزية جديدة، لكنها لم تضع حداً لفشل البرنامج السياسي المتمثل في مفاوضات التسوية التي ترفضها إسرائيل، ولم تقدم برنامجاً عملياً يتجاوز حالة الفراغ بينها وبين الجماهير.

ما تحتاجه الجماهير من فتح في مؤتمرها السابع، أن تتجاوز حالة العجز وأن تستطيع أن تثبت نفسها أمام مريديها، وأن تقدم برنامجاً سياسياً؛ يمكنها من القفز عن حالة التناحر على الكراسي بين قيادات تاريخية وجيل شاب سيتمكن من الحضور مجدداً، يحظى بطاقات جديدة وعمر مديد، ويشكل حضوراً على الساحة الفتحاوية، التي تتعطش لتغيير في البرنامج، وأصبحت معلقةً في راتب تصرفه سلطة معرضة للانهيار في أي وقت، بعد أن تجاهلتها إسرائيل، وأثقلت الوضع الداخلي بويلات انقسام، يدفع ثمنه جيل فقد الثقة بمسئوليه.

الكل الفلسطيني ينتظر ما سيسفر عنه مؤتمر فتح؛ حتى نتمكن من رسم انطلاقة المشهد الفلسطيني بما يحقق المصالحة الوطنية ويتجاوز حالة الإحباط التي نالت من مكونات شعب مرابط، فقد الكثير من عوامل صموده ويحتاج وقفة شجاعة من تنظيم كبير بحجم فتح يُعلى المصلحة الوطنية على الرغبات الحزبية، كذلك فإن فتح مطالبة بأن تكون على قدر المرحلة وأن تقدم مساهمتها النوعية في ما يخص البرنامج السياسي، بعد أن وصل الواقع الفلسطيني إلى أزمته الحالية، بما يجعلها تتفاعل مع التوجهات الفلسطينية الوطنية، الساعية لوضع برنامج سياسي ينهي الانقسام الداخلي، ويشغل الأجندة الوطنية لشعبنا بتفاصيل كونه يعيش مرحلة تحرر وطني.

 




- انشر الخبر -