يالها من حسرات أبو الهيثم محمد درويش


تم النشر 24 أكتوبر 2016


عدد المشاهدات: 1516

أضيف بواسطة : أ. مهند محمد


سيزول المُلك ويفنى السلطان وتبقى العواقب والمآلات المحتومة لكل ظالمٍ مفسد، سيعلم ساعتها أنه كان أغبى الناس، ويالها من حسرات يوم ينطق بهذه الكلمات: 
{مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ الْعَظِيمِ * وَلَا يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ * لَّا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ}  [الحاقة: 28-37] .

قال ابن كثير في تفسيره: هذا إخبارٌ عن حال الأشقياء إذا أُعطي أحدهم كتابه في العرصات بشماله، فحينئذ يندم غاية الندم، فيقول: {فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ *وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ*يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ} [الحاقة: 25-27]

قال الضحاك: يعني موتة لا حياة بعدها، وكذا قال محمد بن كعب والربيع والسدي.

وقال قتادة: تمنى الموت، ولم يكن شيءٌ في الدنيا أكره إليه منه.

{مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ} أي: لم يدفع عني مالي ولا جاهي عذاب الله وبأسه، بل خلص الأمر إليَ وحدي، فلا معين لي ولا مجير، فعندها يقول الله، عز وجل : {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} [الحاق:30-31] أي : يأمر الزبانية أن تأخذه عنفًا من المحشر، فتغله، أي: تضع الأغلال في عنقه، ثم تورده إلى جهنم فتصليه إياها، أي: تغمره فيها.

قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبو سعيد الأشج، حدثنا أبو خالد، عن عمرو بن قيس عن المنهال بن عمرو قال: إذا قال الله عز وجل، {خُذُوهُ} ابتدره سبعون ألف ملك، إن الملك منهم ليقول هكذا، فيلقي سبعين ألفًا في النار.

وروى ابن أبي الدنيا في " الأهوال ": أنه يبتدره أربعمائة ألف، ولا يبقى شيءٌ إلا دقه، فيقول: ما لي ولك؟ فيقول: إن الرب عليك غضبان، فكل شيءٍ غضبانٌ عليك.

وقال الفضيل - هو ابن عياض -: إذا قال الرب عز وجل: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} ابتدره سبعون ألف ملك، أيهم يجعل الغل في عنقه.

{ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ} أي: اغمروه فيها .

وقوله: {ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ} قال كعب الأحبار: كل حلقةٍ منها قدر حديد الدنيا .

وقال العوفي، عن ابن عباس وابن جرير: بذراع الملك. وقال ابن جريج قال ابن عباس: {فَاسْلُكُوهُ} تدخل في استه ثم تخرج من فيه، ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد في العود حين يشوى.

وقال العوفي، عن ابن عباس: يسلك في دبره حتى يخرج من منخريه، حتى لا يقوم على رجليه .


المصدر: خاص بموقع طريق الإسلام 




- انشر الخبر -